الاثنين، 24 مارس 2008

العلم ودرجاته ...

بسم الله الرحمن الرحيم ...
قال تعالى : ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) ...
إن العلم هو نبراس الحياة ، والضياء الذي ينير العقول ، ويمحو غشاوة الجهل من قلوب أعياها غدر الزمان ، فكل يوم يخطو العالم بأسره خطواتٍ نحوالأمام ، والجاهل يظل واقفاً مكانه عالةً على الدنيا لا يضيف شيئاً ولا يستطيع اللحاق بها ...
فالعلم هو الركيزة الأساسية لبناء شخصية الإنسان فبه تنهض الأمم وترقى الشعوب ، به نفرق بين المتعلم الواعي الراشد ، وبين من هو مغموس في ظلام الجهل لا يفقه من أمور الدنيا شيئاً ولا من الآخرة ...
و للعلم أهمية عظيمة في حياة كل فرد في هذه الدنيا فكما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
ليس الجمال بأثوابٍ تزيننا ...إن الجمال جمال العلم والأدب ...
إن العلم ليس مسألة شكلية كما يظن البعض ، حالها حال الملابس التي نرتديها يجب التحلي بها للظهور بصورة أفضل أمام المجتمع إنما هو مسألة شخصية بين المرء وسريرته ، مسألة حياةٍ لنفس بشرية أو موتها ، فالمتعلم يفخر كل يوم بما تعلمه ويعلم قدره الذي لم يعلمه وهو يتلقاه ويشكر ربه على هذه النعمة ، بينما الجاهل يموت في اليوم بدل المرة ألف مرة على عمره الذي أضاعه بين ظلمات الجهل .
فالعلم مسألة روحانية ، دنيوية وآخروية قبل أن تكون شكلية ...
والعلم ليس باباً من أبواب التطوع ، بل هو فرض على كل مسلم ومسلمة ، فمن أهميته جاء ذكره والحث عليه في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ) ...
فقد ساوى الرسول صلى الله عليه وسلم العلم بأي فرض فرضه الله تعالى من فوق سبع سماوات علينا كالصلاة والصيام والزكاة ، لا يقل عنها شيئاً بل يزيد ، فبدونه لا نستطيع فعل كل هذه الطاعات ، لن نستطيع تعلم أمور ديننا بدون حجر الأساس وهو العلم ...
ولولا أهميته أيضاُ لما ذكره الله تعالى في كتابه العزيز ولما حث رسوله الكريم على التزود منه هو دون سواه ، فقد قال تعالى وهو يخاطب نبي الرحمة عليه أفضل الصلاة والتسليم : ( وقل ربي زدني علماً ) ، فالله عز وجل لم يطلب من رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن يتزود من شيء إلا من العلم ...
فالمتعلم يعيش في سلامة واستقامة مطمئن النفس والقلب ، بينما يعيش الجاهل في تخبط وضياع ، مضطرب النفس غير مطمئن القلب ، فهو كالميت بلا حركة ، بينما المتعلم حي مفعم بالحركة ، قادر على الإضافة والبناء ...
ووعاء العلم لا ينفد ، يظل طالب العلم يغترف منه طوال حياته ويفنى ولا ينتهي العلم ، فليس للعلم حدود ولن ينتهي حتى بانقراض الجنس البشري من على وجه الأرض ، فهو صفة خاصة بالله عز وجل يعطي منها ما يشاء ، و العلم هو السبب الأول والوحيد لبقاء الإنسان حياً طول هذه المدة ، وفوق كل ذلك طبعاً إرادته جل جلاله ، فبالاختراعات والاكتشافات بقي الإنسان ، وبالعلم استطاع مواكبة احتياجات العصر ومطالب الحياة ...
والعلم يميز بين الخبيث والطيب و الصالح والطالح ، فللعلم درجات كما للجنة درجات وللنار دركات ، وللجهل أيضاً درجات ، فأنواع الجهلاء ثلاثة : جاهل الدين ، جاهل الدنيا ، جاهل الدين والدنيا ...
فجاهل الدين : هو ذاك الذي أخذ أكبر قدر من علم الدنيا ، ولكنه ترك العلم النافع الباقي وهوعلم الدين ...
كيف يعيش هذا بالله عليكم ؟؟؟ كيف تجزمون أن له عقلاً يفكر ويتدبر ولو كان له عقل لتفكر في خلق الله تعالى ولدخل في دينه ، لو كان متعلماً حقاً لتدبر في آيات الله تعالى في الكون ولعلم أن وراء هذا كله خالق عظيم ورب حكيم ، أمده بآلاء جليلة وآثار عظيمة ، فهذا من أخذ نصيبه من الدنيا وليس له من حظ في الآخرة ...
أما النوع الثاني وهو جاهل الدنيا : فلا أعتقد أني سأضيف شيئاً جديداً ، فهذا النوع هو ذاته الذي لم يحظَ بقدر من التعليم لم يكن ذنبه بقدر ما كان ذنب المجتمع المحيط به ، فالناس قديماً كان يرون أن جنة المرأة بيتها وللرجل أن يعمل ويكد في طلب الرزق ويدع ما ليس منه فائدة من وجهة نظرهم فهذا المثال نراه متجسد حولنا ، وأكبر مثال على ذلك هم أجدادنا وجداتنا ، أميون لا يعرفون القراءة ولا الكتابة ، ولكنك تراهم في الوقت ذاته من المحافظين على الفروض الخمسة والعبادات جميعها ، فالحمد لله الذي هداهم للخير ولو كانوا خسروا الدنيا فالآخرة خير وأبقى ...
وهاقد وصلنا للنوع الثالث والأخير : هذا النوع الذي يترأف لحاله كل من يراه ، فقد خسر الدنيا والآخرة ، خسر دنياه لأنه لم يحظَ ولو بالقدر القليل من العلم ، وخسر الآخرة لأنه لم يؤمن بمن خلقه وخلق مثله الكثير ولو شاء أماته وأتى بأفضل منه وأحسن يعبده ويشكره ويسبحه بكرةً وأصيلا ... فالحمد لله الذي رفع عنا الجهل وأنعم علينا بما هو خير وأهدى ...
وللعلم درجات وستدهشون حقاً عندما تعلمون أن المتعلم هو أول درجة من درجات العلم ، فالعلم خمس درجات أولها المتعلم : فالمتعلم هو الذي يطلب العلم ليحصل على الشهادات والمراتب العليا ، من يطلب العلم للدنيا لا لنفسه ، فليس له من العلم شيء ، يحفظ ويجتهد في الحفظ ليفرغ كل ما في رأسه على ورقة مصيرها سلة المهملات ، فهو كذلك رمى رأسه في هذه السلة ، فماذا يأخذ هذا من دنياه إلا أن يعتلي المناصب بعقله الفارغ فيمسي أسير نفسه وأسير دنياه وشتان شتان بينه وبين المثقف وهذا هو الدرجة الثانية من درجات العلم وإن كانت تفرق الكثير عن سابقتها ، فالمثقف هو من يستمر في القراءة والاطلاع على كل ما هو جديد من علوم بشرية وطبيعية ، في جميع المجالات دون التخصص في مجال معين وهذا ما يجعلك تتلهف للحديث معه ، فما حدثته في موضوع إلا وتحدث معك فهو على دراية بسيطة بكل شيء وهو من ينطبق عليه القول : ( أن تعلم شيء عن كل شيء خير من أن تعلم كل شيء عن شيء ) ، فالاستمرار في تلقي المعلومات والبحث عن كل جديد هو ما يحفظ للمثقف مكانته كمثقف ولو تخصص في مجال معين من المجالات البشرية أو الطبيعية بجانب ثقافته هذه فهكذا نكون قد انتقلنا إلى الدرجة الرابعة من درجات العلم وهم العلماء المثقفون أما عن الدرجة الثالثة فهو ذاك العالم الذي تخصص في مجال معين وقصر نفسه عليه ، وانعزل عن العالم حوله ، ولم يتنوع في تلقي المعلومات والبحث عن المعارف ، هنا يظهر عيب جديد كعيب المتعلم ، فهو هنا كالأمي لا يجيد الحديث في أي موضوع خارج تخصصه ، فهو أسوأ مثال للأمي ، فعندما يرى أمي لا يجيد القراءة والكتابة أن خريجي المعاهد والجامعات هكذا ، فلا حاجة أصلاً للعلم ، ولا تأتي أي درجة من هذه الدرجات إلى جانب الدرجة الخامسة وهو الموسوعة العلمية ، فالعالم المثقف المتخصص في أكثر من مجال هو نفسه الموسوعة العلمية ، فهو مواكب لتطورات العصر ومبدع في مجاله ومتخصص في أكثر من مجال ، ما حدثته عن شيء إلا ووجدت فيضاً من المعلومات يهطل فوق رأسك ...
فها هو العلم وها هو الجهل ، وها هو المثقف وها هو المتعلم فما شئتم فاختاروا ، ولكن ضعوا نصب أعينكم أنه شتان بين الثرى والثريا وشتان بين المتعلم والمثقف ، والعالم ليس بكائن فضائي ولكنه إنسان ، طلب العلم واجتهد فيه ووصل أعلى مراتبه دنيا وديناً ، وقد قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :
( من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ) ...
ومن فضل الله على دولتنا الكريمة المعطاءة أن وهب لنا حكاما يقدرون قيمة العلم والعلماء فبذلوا الغالي والنفيس من أجل العلم في بناء المدارس والجامعات و رغم مقياس الزمن الذى يقاس به عمر الدول والشعوب نرى دولتنا الحبيبة يرفرف علمها بين الدول المتقدمة فى جميع المجالات ومن أولها العلم والتعليم ومن ضمن مظاهر اهتمام سمو رئيس الدولة بهذا المجال وتشجيعه نرى مبادرة سموه بإعفاء طلاب المدارس النموذجية من المواطنين وكذلك الطلاب الوافدين من المصروفات الدراسية وتحمل الدولة لهذه المصروفات وأيضاً لاننسى سمو نائب رئيس الدولة ومبادراته العظيمة فى هذا المجال وهى كثيرة ...
وهكذا إذا عددنا المبادرات والمكرمات من جانب حكامنا فى مجال العلم لذكرنا الكثير ولكن نعاهدهم جميعا على أن نكون نحن طلاب العلم عند حسن ظنهم وعلى قدر المسئولية فى تحصيل العلم والارتقاء بدولتنا الحبيبة إلى أعلى مراتب العلم والعلماء ، ولاننسى مقام حبيبنا الغالي الغائب الحاضر وهو والد الجميع سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله رحمة واسعة لما قدمه لهذا الوطن العزيز ولأبنائه وماكان دائما يريده لنا من التقدم فى جميع المجالات بالعلم والتعلم لنكون من بين الدول المتقدمة دائما فله منا كل الدعوات بالرحمة والمغفرة وأعلى الجنان ...
ولكم جزيل الشكر ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الإمارات ...
... 7/11/2007

بقلم : مريم أحمد إمام ...

نهاية ...

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
هذا هو اليوم المنتظر ... لا أعرف ماذا أصابني ... أركض هنا وهناك كالمجنونة ... السعادة تطوقني والفرحة تزفني إليه ... أقف تارة أمام مرآتي أتزين وأتجمل وتارة أخرى أبكي من الفرحة ... أهذه هي دموع الفرحة كما يسمونها ؟؟؟ ... لا أصدق نفسي ... أخيراً سأقابله ... أخيراً سأحتضنه وأقبله ... لطالما ذقت طعم حنانه ... لطالما شممت نسيم أمانه ... ماذا أقول له يا ترى ؟؟؟ أحبك ؟؟؟ هل تكفي ؟؟؟ أعشقك ؟؟؟ لا تكفي ... هل أكتفي بالصمت ... أم أكسر القوانين وأبوح بالحب ؟؟؟ ... وها أنا أخيراً وصلت ... سأراه الآن بعد لحظات ... هل سأتحمل الصدمة ؟؟؟ ها أنا أقترب ... لا أصدق نفسي ... فها هو ... ذاك الشاب الجميل ... صاحب الرداء الأزرق ... كثيراً ما رأيته بهذا الرداء ... كثيراً ما كنا نتقابل ...كنت أشكو إليه وأحدثه ... وكان هو الآخر يحدثني في صمت ... ويبكي لبكائي بغير دموع ... لطالما حفني بحبه الوفير ... وكثيراً ما أغدق علي بحنانه الكبير ... لطالما تمنيت من الله أن يميتني في أحضانه ... بين صدره الحنون ... فهي أجمل موتة أتمناها ....وأقبلت عليه ... ورأيته ولم أستطع تمالك نفسي فانهلت بالبكاء ... واحتضنته حضن الأصدقاء ... وقبلته تقبيل الأحباء ... وما زلت أبكي من السعادة ... بعدما كنت أحترق شوقاً لملاقاته ...كانت عيناي تشع بالشوق وتضيء بالحب وتنضح بالحنان ... وفي هذا اليوم تحققت أمنيتي التي كثيراً ما تمنيتها ... وقضي أمر ربي ... فعلت أصوات حبي ... وعلا الزبد فمي ...وشممت ريحه العطرة وعدت إلى عالم الأحلام ... وغامت عيناي وأسلمت الروح ... وحققت ما كنت أتمناه ... فمت قرية العين مطمئنة البال ... وأنا أردد ...
أحبك حبيبي ... أحبك يا نيلي ...
بقلم : مريــــــم أحمد إمام ...